كان أبي لا يصلي ، وكان يحبني كثيراً ،وقد كنت أنصحه دائماً بأن يصلي
ويتقي الله مُذكراً إياه بالنار والعذاب المحيط بأهلها الجاحدين ،ولما أيقنت أن
لا فائدة ترجى من نصحي له لجأتُ إلى خطة لاتدورعلى خاطر أحد : أبي
يحبني كثيراً فاستغليتُ حبهُ لي فأضربت عن الطعام تماماً، وعندما تأكد أبي
أنني لن آكل سألني عن سبب امتناعي عن الأكل ، فأخبرته أني لنآكل حتى
يصلي فقام وصلى الظهر وأنا بدوري أكلت طعامي . أما أبي فظن أنه شيء من
الحماس استبدَّ بي وأني لن أكرر امتناعي عن الأكل ، فامتنع عن الصلاة وأنا ما
لبثت إلا أن أضربت عن الطعام ست ساعات وجاء أبي وبيده الطعام ليطعمني
فقلت له : إني حلفت أن لا آكل حتى أراه يصلي يومياً ، فوضع أبي الطعام على
مقربة مني ومضى بسبيله ،فنمت جنب الطعام حتى أذان الفجر فصليت وعدت
للنوم ، والطعام ما زال جاري لم أمسه ،وأتى أبي والطعام ما زال على الحال الذي
تركه فتأثر بهذا الموقف أيما تأثر وأعجبته جداً عزيمة طفله الصغير، واستيقظتُ من
نومي فألفيته يبكي والدموع في عينيه ووعدني وعداً صادقاً أن يصلي ويتقي الله
ومنذ ذلك اليوم لا يترك صلاته أبداً .
والمهم ذكره أنه إذا سُئل من أحد أصدقائه عن سبب هدايته المفاجئة يجيب
قائلاً : إنه الإضراب عن الطعام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق